الصراع في أوكرانيا تحوّل لمواجهة بين روسيا والناتو. هذا ما قاله سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، مؤكداً أن الغرب يسعى إلى تقطيع أوصال روسيا، ومشددا على ضرورة أن تمتلك روسيا جيشا قويا لمواجهة التهديدات، بينما أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو أن روسيا ستواصل تطوير الدرع النووي كضامن رئيسي لسيادة أراضيها ووحدتها وأن القوات المسلحة الروسية ستقوم بتوسيع ترسانة الأسلحة الهجومية في المستقبل القريب.
الدكتور رامي خليفة العلى الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس قال، إن أوروبا تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في توازناتها الاستراتيجية وفي غطائها الأمني والدفاعي، ولكن ظهرت أصوات خلال الفترة الماضية تدعو إلى أن يكون هناك استقلالية من الناحية الدفاعية ومن الناحية الأمنية للدول الأوروبية.
وأضاف: “كان هناك حالة من عدم الوضوح ما بين ما هي المشاريع التي يمكن أن تكون أوروبية والمشاريع التي يمكن ان تكون أطلسية، فهناك بعض الدول الأوروبية تطور بناء أنظمتها الدفاعية ونحن نتحدث عن ألمانيا على وجه التحديد التي أعلنت في سابقة تاريخية منذ الحرب العالمية الثانية بأنها سوف تزيد الميزانية الدفاعية إلى ما يتجاوز المائة مليار دولار”.
وأكد الباحث لبرنامج “وراء الحدث” أن هناك محاولة لوضع تناغم ما بين الجهتين في الإطار الاستراتيجي، وأيضا في الإطار العسكري المباشر وخصوصا المتعلق بالحرب في أوكرانيا، فهناك شعور لدى حلف الأطلسي، بما فيه الولايات المتحدة، بأن ما تقوم به روسيا هو كسر للمعادلات التي تم إرساءها بعد الحرب العالمية الثانية وبالتالي لابد أن يتحرك الحلف وأمريكا معاً.
ومن موسكو، قال سيرجي ماركوغ، عضو مجلس الدوما السابق إن توقيع اتفاقية بين الناتو والاتحاد الأوروبي اليوم يعني لروسيا المزيد من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على الاتحاد الأوروبي أي احتلاله عسكريا بشكل تام.
وأضاف: “إذا كان هناك بعض الأصوات منذ عامين أو ثلاثة تقول إنه يجب أن يكون لكل بلد دفاع منظم ودفاع للحفاظ على أمن كل بلد أوروبي، فكل هذا الكلام لا يعجب واشنطن ويعتبر خروج عن الهيمنة العسكرية الأمريكية على المنطقة”.
وتابع النائب السابق: “دعونا نكون موضوعيين، ما هو حلف الناتو؟ حلف الناتو هو حلف أمريكي، إذا انهارت الولايات المتحدة سينهار حلف الناتو، تماما مثلما انهار حلف وارسو مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ففعليا حينما رأت الولايات المتحدة أن هناك بعض الدول تريد تنظيم معين أو دفاع معين خاص بها، اعتبرت أن ذلك يعد خروجا عن الاحتلال العسكري الأمريكي، فعلى سبيل المثال، ألمانيا وفرنسا أصدرا تصريحات واتخذا خطوات للخروج من الهيمنة الأمريكية، إلا أن حلف الناتو هو أداة أمريكية لإخضاع أوروبا للاحتلال العسكري الأمريكي”.