أعلنت الشرطة الإسبانية مصادرة 4.5 طن من الكوكايين بعد مداهمة سفينة لنقل الماشية قبالة جزر الكناري الأسبوع الماضي، وهي السفينة التي كشف الجهاز الأمني أنها سبق لها أن توقفت في موانئ 12 دولة، بما فيها ليبيا قبل مداهمتها يوم الثلاثاء الماضي.
وكشفت الشرطة الإسبانية أنها ألقت القبض على 28 شخصًا من أفراد طاقم السفينة قادمين من 9 دول، وفق ما نقلت جريدة «إل باييس» الإسبانية الأحد.
وحسب بيان للشرطة فإن الكوكايين المصادر تبلغ قيمته السوقية أكثر من 150 مليون دولار، وكان مخبأً بين 1750 رأسًا من الماشية، مبينة أن المنظمات الدولية تجد طرقًا جديدة لنقل المخدرات من أميركا اللاتينية إلى أوروبا، وهذه المرة من خلال استخدام الماشية ليصعب تفتيشها وضبطها.
رحلات «أوريون في» المشبوهة
والسفينة المسماة «أوريون في» كانت تبحر تحت علم البلد الأفريقي توغو قادمة من كولومبيا. وواصلت الشرطة، حسب الجريدة الإسبانية، أن الناقلة كانت تحت المراقبة منذ 2020 للاشتباه في نقلها كميات كبيرة من المخدرات في جميع أنحاء العالم، فقد سبق لها أن حملت شحنات إلى دول مثل ليبيا وأنغولا والسعودية وويلمستاد (عاصمة جزر الأنتيل الهولندية) ومصر والإمارات وهونغ كونغ والعراق وإسرائيل والأردن وماكاو والكويت وقطر.
وسبق للشرطة الإسبانية أن فتشت السفينة، إلا أنها لم تعثر على أي مخدرات، لكن قبل أسبوع نفذت الشرطة عملية مشابهة صادرت على إثرها 4.5 طن من الكوكايين على متن سفينة كانت أيضًا تحت علم توغو، وكانت تنقل البن.
تقرير أممي: سواحل ليبيا منفذ لتهريب المخدرات
ومطلع العام الماضي، كشف تقرير أممي أن ليبيا وسواحلها لم تعد منطلقًا لقوافل الهجرة إلى الضفة الأخرى من المتوسط فقط؛ وإنما صارت منفذًا رئيسيًا لتهريب المخدرات بأنواعها ومن بينها الكوكايين، انطلاقًا من المغرب أو منطقة الساحل، وهي القضية التي باتت تشكل تحديًا أمام جميع دول غرب وشمال القارة السمراء.
وتتبّع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في تقريره، طرق وصول مخدر الحشيش من المغرب إلى أوروبا باستخدام دول المنطقة، معتبرًا أنه بين الأرباح المتحققة وانهيار دول الساحل تزدهر طرق المخدرات هناك أكثر فأكثر بشكل لم يسبق له مثيل، رغم صعوبة تحديد المستوى الحقيقي للاتجار ومبالغ الأرباح المحققة بدقة.