بوصوف: التعاون بين الرباط ومدريد خفف من حدة الهجرة غير الشرعية.. ومغاربة إسبانيا قيمة مضافة في تقريب البلدين
على هامش انعقاد الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا، حل يوم الأربعاء وفد إسباني يقوده رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، في إطار زيارة رسمية للمملكة.
وتأتي هذه الزيارة عقب المرحلة الجديدة للشراكة الثنائية بين البلدين التي تم تدشينها بين البلدين في أبريل الماضي والتي بات يطبعها التشاور والثقة والاحترام المتبادل.
وينتظر من انعقاد هذه القمة المغربية الإسبانية، أن يتم توقيع حوالي عشرين اتفاقية بين البلدين تهم مجالات مختلفة من ضمنها ملف الهجرة.
الهجرة غير النظامية
عملت الرباط ومدريد على التعاون الثنائي والتنسيق من أجل التدبير المشترك لملف الهجرة غير النظامية، حيث سبق أن صرح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في هذا الصدد، قائلا: “تعاوننا هو قصة النجاح الوحيدة للتعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية على صعيد المنطقة المتوسطية”، مؤكدا أن الرباط ومدريد يباشران هذا التعاون “كدولتين مسؤولتين، تأخذان بعين الاعتبار مقاربة حازمة في مجال الهجرة، عبر تطوير الهجرة الشرعية وحماية المهاجرين ومكافحة شبكات المهربين”.
واعتبر بوريطة في ندوة صحفية عقب اجتماع مع نظيره الإسباني مانويل ألباريس في برشلونة، أن “هذا التعاون قدم الكثير ليس فقط لأمن المغرب وإسبانيا، بل لمجموع المنطقة”، مشددا على “ضرورة تعزيز وتوسيع نطاق هذا النموذج”.
وفي هذا السياق، يرى الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، أن “المغرب أولى أهمية كبيرة لسياسة الهجرة واللجوء، حيث أصبح منذ سنة 2014 بلد استقبال للمهاجرين من دول جنوب الصحراء، بناء على إرادة ملكية سامية وفق مقاربة إنسانية وبعد افريقي”، موضحا أن “التعاون بين المغرب وإسبانيا في تدبير ملف الهجرة خفف من حدة الهجرة غير الشرعية نحو البلد الإيبيري عبر البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي باتجاه جزر الكناري”.
وأبرز بوصوف، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، أن “إحداث تنمية حقيقة في مجموعة من البلدان الافريقية المصدرة للهجرة ساهم في تدبير عقلاني لهذا الملف من قبل الجانبين”، معتبرا أن “اسبانيا تستطيع أن تلعب دورها من داخل الاتحاد الأوروبي لتدبير الهجرة، فيما من جانبه المغرب يعمل حثيثا على الحد من مأساة المهاجرين عبر الشريط البحري نحو الضفة الشمالية.
وأشار بوصوف، إلى أن “المؤشرات الأخيرة حول الهجرة غير الشرعية نحو إسبانيا تظهر انخفضها”، وبحسبه، فإن “المغرب لم يعد يلعب دور الدركي في ملف الهجرة وإنما بنهج سياسة رابح رابح في التعامل مع شريكه الإسباني”.
وشدد المتحدث ذاته، على أن “جهود البلدين تضافرت من أجل محاربة مافيا الاتجار في البشر التي تنتشر خارج المغرب وتسهل عملية ولوج المهاجرين إلى المغرب من أجل المرور نحو إسبانيا”.
الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا سفراء بلدهم الأم
وفيما يتعلق بدور الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا في تعزيز العلاقات بين المملكتين، أفاد بوصوف، أن الجالية المغربية بإسبانيا لها “قيمة مضافة في العلاقات بين الرباط ومدريد، وأنها تقوم بأدوار مهمة في التقريب بين البلدين إن على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي”، مفيدا أن المغاربة المتواجدين فوق التراب الإسباني “يقدر عددهم بحوالي مليون شخص”.
وأقر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن “هذه الجالية تساهم في تجويد العلاقات واستثمارها على عدة أصعدة، كما تحرص على تحسين الصورة للبلدين من خلال محاربة الصور النمطية الموجودة لدى بعض الرأي العام الإسباني عن المغرب والعكس كذلك”.
وخلص بوصوف تصريحه بالقول: إن “مغاربة إسبانيا يعدون سفراء لبلدهم الأم، أما في المغرب فهم سفراء لإسبانيا، حيث يدافعون عن مصالح البلدين، وبالتالي هذه الجالية مرشحة للعب الدور الريادي في التقارب الحاصل بين المغرب وإسبانيا”.