تظاهر آلاف الأشخاص في مدريد ومدن إسبانية أخرى أمس السبت حاملين الأعلام الفلسطينية ومردّدين شعارات مناهضة لإسرائيل، وطالبوا «بوقف الإبادة في فلسطين». وفي مدريد، أكدت الحكومة الاسبانية أنّ نحو 25 ألف متظاهر ساروا بين محطة أتوتشا وساحة «سيبيليس» وسط العاصمة. ودعت اللافتة الرئيسية، بألوان العلم الفلسطيني، الحكومة الإسبانية إلى «إنهاء تجارة الأسلحة، والعلاقات مع إسرائيل». وحمل بعض المتظاهرين لافتات كُتب عليها باللغة الإنجليزية «أوقفوا الإبادة». كما خرجت تظاهرات في مدن إسبانية كبرى أخرى بينها برشلونة وفالنسيا وإشبيلية، دعت إليها منصة «شبكة» للتضامن ضد احتلال فلسطين تحت شعار «فلنوقف الإبادة في فلسطين». وإسبانيا إحدى أكثر الدول انتقاداً لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي. وفي نوفمبر، استدعت إسرائيل سفيرتها لدى إسبانيا للتشاور بسبب تصريحات لرئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز اتّهمته على إثرها «بدعم الإرهاب». ويومها، قال سانشيز للتلفزيون الإسباني العام إنّ لديه «شكوكاً جدّية» بشأن احترام إسرائيل للقانون الدولي. وعادت السفيرة الاسرائيلية إلى مدريد في يناير. وفي تطور آخر اندلعت صدامات بين الشرطة ومتظاهرين في مدينة فيتشنزا الإيطالية أمس السبت بعدما احتج هؤلاء على وجود عارضين إسرائيليين في معرض دولي للمجوهرات. واندلعت أعمال العنف بعد مسيرة شارك فيها مئات الأشخاص رفع بعضهم لافتات كتب عليها «فلسطين حرة» و«أوقفوا قصف غزة». واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد المتظاهرين الذين أطلقوا قنابل دخانية وقنابل مضيئة. ويشارك في معرض فيتشنزاورو، الذي افتُتح يوم الجمعة ويستمر حتى الثلاثاء، أكثر من 1300 عارض من نحو 40 دولة، بحسب منظمين. وقال متحدث باسم المعرض لوكالة فرانس برس إن الصدامات وقعت على بعد كيلومترات عدة من المعرض، ولم تؤثر عليه، لكنه رفض تقديم معلومات عن الوجود الإسرائيلي في المعرض. وقال رئيس بلدية فيتشنزا جياكومو بوساماي إنه «لا مبرر» للعنف. وأضاف في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي «إن ذلك يضر أيضًا بالقضايا التي يقولون إنهم يدعمونها». وتابع «إنّ التظاهر بعنف من أجل السلام ووقف إطلاق النار يشكل تناقضاً». وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تدمير حماس وتجريد غزة من السلاح في أعقاب هجوم شنته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر. وأدى هجوم حماس إلى مقتل نحو 1140 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية. كذلك، احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصاً رهائن ونُقلوا إلى غزّة، وأطلِق سراح زهاء 100 منهم خلال هدنة في نهاية نوفمبر. ووفق إسرائيل، لا يزال 132 منهم في غزّة، ويُعتقد أنّ 27 منهم لقوا حتفهم. وتشن إسرائيل هجوماً جوياً وبحرياً وبرياً لا هوادة فيه على قطاع غزة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 24927 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 62108 أشخاص بجروح، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس في غزة.