رمضان يعيد للملابس التقليدية رونقها الخاص
علاوة على جانبه الروحاني والاجتماعي، يمثل شهر رمضان فرصة لا محيد عنها لإحياء الصلة مع الهوية الثقافية للمغاربة، لاسيما في ما يتعلق بالألبسة بإقبالهم على الأزياء التقليدية.
وتجذب الملابس التقليدية التي تشهد رواجا قويا خلال هذه الفترة، شريحة مهمة من الزبناء التي تحرص أكثر فأكثر على مواكبة آخر الصيحات التي تجمع بين ما هو أصيل وحديث للظهور في حلة راقية وأنيقة تناسب جميع المناسبات.
ويصب هذا التغير الذي تشهده قواعد اللباس خلال شهر رمضان في صالح المصممين والخياطين وكذا تجار الملابس التقليدية الذين تزدهر تجاراتهم بفعل الطلب المتزايد على الجلابيب طوال هذا الشهر الفضيل.
وت عرض على عشاق اللباس البلدي أنواع متعددة من الأقمشة وأساليب الخياطة وتصاميم الطرز المختلفة ليجدوا أنفسهم أمام اختيارات متعددة تتجدد كل سنة لإرضاء كل الأذواق.
وفي هذا الصدد، أبرزت كريمة، وهي مصممة أزياء، آخر الصيحات لرمضان هذه السنة، واعتبرت أن “الكيمونو” يكتسح ساحة الموضات الجديدة لهذا الفصل، ويأتي في تصاميم متنوعة، بسيطة أو مزخرفة بالطرز أو حتى بالخرز، مضيفة أنه يشهد إقبالا ملحوظا نظرا لكونه زيا “عمليا يسهل ارتداؤه في الحياة اليومية”.
وأشارت إلى أن نمط اللباس البلدي يعود وبقوة، ولاسيما مع “الجلابة المخزنية” الشهيرة بقميصها المطروز أو المعمول يدويا بالإضافة إلى “الجلابة” المزينة بالتطريز التقليدي، وهما زيان يشهدان إقبالا كبيرا أيضا، دون إغفال “الراندا” التي تثبت حضورها كل رمضان، مؤكدة أنها “صيحة لا تخرج عن الموضة أبدا ولا يمكن الاستغناء عنها خلال الشهر المبارك”.
وبخصوص الألوان المفضلة، أفادت المصممة بأن الأسود يظل سيد الألوان، ودائما ما يحتل مكانة أكثر لون مفضل لدى الزبائن، مشيرة إلى أن اختيار الألوان يختلف باختلاف الفئات العمرية، حيث تميل الشابات للألوان الساطعة على شاكلة الوردي الفاتح، والأزرق البراق، والأخضر الليموني، أو حتى الأحمر بينما تفضل النساء الأكبر سنا خاصة الألوان الهادئة مثل البني الفاتح، والأزرق السماوي، والزهري الفاتح.
وفي ما يتعلق بتحضيرات عيد الفطر، لاحظت كريمة تراجعا طفيفا في الطلب هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، والأمر عائد برأيها إلى السياق العام المتسم “بغلاء أسعار المعيشة”.
ومن جهتها، أكدت إنصاف، وهي موظفة بمدينة الرباط، اقتناءها “جلابة مرصعة بالأحجار” نظرا لإعجابها بالمجوهرات الصغيرة التي تضفي لمسة لامعة على الأزياء التقليدية.
وأكدت أن شهر رمضان، يمثل دوما بالنسبة لها على غرار الأعياد الدينية الأخرى، مناسبة لإحياء عاداتنا والظهور بحلة تقليدية، معربة عن اعتزازها بالثقافة المغربية الغنية.
وتمثل الأزياء التقليدية المغربية، بتنوع أشكالها وأنواعها، حضارة أسلاف يعاد استحضارها بإبداع من الحرفيين التقليديين، الذين يسعون جاهدين للحفاظ على هذا الموروث وتمريره عبر الأجيال مع إعطائه لمسة متجددة.